هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

3 مشترك

    تفسير آيات (وعباد الرحمن-وكان بين ذلك قواما)

    lover sera
    lover sera
    عضو
    عضو


    أنــــــا\\ : ذكر
    مشاركاتيـ\\ : 222
    نقاطيــ\\ : 4740
    سمعتيــ\\ : 233
    تاريخ تسجيــلــيــ\\ : 13/04/2013
    مكانيــ\\ : السعودية || مكة
    أوسمتيـ\\ : تفسير آيات (وعباد الرحمن-وكان بين ذلك قواما) W-d85efae78b

    تفسير آيات (وعباد الرحمن-وكان بين ذلك قواما) Empty تفسير آيات (وعباد الرحمن-وكان بين ذلك قواما)

    مُساهمة من طرف lover sera الجمعة مايو 10, 2013 8:56 pm

    ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ( 63 )

    والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما ( 64 ) والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما ( 65 )

    إنها ساءت مستقرا ومقاما ( 66 ) والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ( 67 ) ) .

    هذه صفات عباد الله المؤمنين ( الذين يمشون على الأرض هونا )

    أي : بسكينة ووقار من غير جبرية ولا استكبار ،

    كما قال : ( ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا ) [ الإسراء : 37 ] .

    فأما هؤلاء فإنهم يمشون من غير استكبار ولا مرح ،

    ولا أشر ولا بطر ، [ ص: 122 ] وليس المراد أنهم يمشون كالمرضى من التصانع تصنعا ورياء ،

    فقد كان سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم إذا مشى كأنما ينحط من صبب ،

    وكأنما الأرض تطوى له . وقد كره بعض السلف المشي بتضعف وتصنع ،

    حتى روي عن عمر أنه رأى شابا يمشي رويدا ، فقال : ما بالك؟ أأنت مريض؟

    قال : لا يا أمير المؤمنين . فعلاه بالدرة ، وأمره أن يمشي بقوة .

    وإنما المراد بالهون هاهنا السكينة والوقار ،

    كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا أتيتم الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون ،
    وأتوها وعليكم السكينة ، فما أدركتم فصلوا ، وما فاتكم فأتموا " .

    وقال عبد الله بن المبارك ، عن معمر ، عن يحيى بن المختار ،

    عن الحسن البصري في قوله : ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا )

    قال : إن المؤمنين قوم ذلل ، ذلت منهم - والله - الأسماع والأبصار والجوارح ،

    حتى تحسبهم مرضى وما بالقوم من مرض ، وإنهم لأصحاء ،

    ولكنهم دخلهم من الخوف ما لم يدخل غيرهم ، ومنعهم من الدنيا علمهم بالآخرة ،

    فقالوا : الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن . أما والله ما أحزنهم حزن الناس ،

    ولا تعاظم في نفوسهم شيء طلبوا به الجنة ، أبكاهم الخوف من النار ،

    وإنه من لم يتعز بعزاء الله تقطع نفسه على الدنيا حسرات ،

    ومن لم ير لله نعمة إلا في مطعم أو في مشرب ، فقد قل علمه وحضر عذابه .

    وقوله : ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما )

    أي : إذا سفه عليهم الجهال بالسيئ ،

    لم يقابلوهم عليه بمثله ، بل يعفون ويصفحون ،

    ولا يقولون إلا خيرا ، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلما ،

    وكما قال تعالى :

    ( وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين ) [ القصص : 55 ] .

    وقال الإمام أحمد : حدثنا أسود بن عامر ، حدثنا أبو بكر ،
    عن الأعمش ، عن أبي خالد الوالبي ، عن النعمان بن مقرن المزني قال :

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ وسب رجل رجلا عنده ، قال :

    فجعل الرجل المسبوب يقول : عليك السلام .

    قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما ]

    إن ملكا بينكما يذب عنك ، كلما شتمك هذا قال له : بل أنت وأنت أحق به .

    وإذا قال له : عليك السلام ، قال : لا بل عليك ، وأنت أحق به . " إسناده حسن ، ولم يخرجوه .

    وقال مجاهد : ( قالوا سلاما ) يعني : قالوا : سدادا .

    وقال سعيد بن جبير : ردوا معروفا من القول .

    وقال الحسن البصري : ( قالوا [ سلاما ) ، قال : حلماء لا يجهلون ] ،

    وإن جهل عليهم حلموا . يصاحبون عباد الله نهارهم بما تسمعون ، ثم ذكر أن ليلهم خير ليل .

    [ ص: 123 ]

    وقوله : ( والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما )
    أي : في عبادته وطاعته ، كما قال تعالى :

    ( كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون ) [ الذاريات : 17 - 18 ] ،

    وقال ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون ) [ السجدة : 16 ]

    وقال ( أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه )
    الآية [ الزمر : 9 ]

    ولهذا قال : ( والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما )

    أي : ملازما دائما ، كما قال الشاعر :


    إن يعذب يكن غراما ، وإن يع ط جزيلا فإنه لا يبالي


    ولهذا قال الحسن في قوله : ( إن عذابها كان غراما ) :

    كل شيء يصيب ابن آدم ويزول عنه فليس بغرام ، وإنما الغرام اللازم ما دامت السماوات والأرض .

    وكذا قال سليمان التيمي .

    وقال محمد بن كعب [ القرظي ] : ( إن عذابها كان غراما )

    يعني : ما نعموا في الدنيا; إن الله سأل الكفار عن النعمة فلم يردوها إليه ، فأغرمهم فأدخلهم النار .

    ( إنها ساءت مستقرا ومقاما ) أي : بئس المنزل منظرا ، وبئس المقيل مقاما .

    [ و ] قال ابن أبي حاتم عند قوله :
    ( إنها ساءت مستقرا ومقاما ) : حدثنا أبي ،
    حدثنا الحسن بن الربيع ، حدثنا أبو الأحوص عن الأعمش ،
    عن مالك بن الحارث قال : إذا طرح الرجل في النار هوى فيها ،
    فإذا انتهى إلى بعض أبوابها قيل له : مكانك حتى تتحف ،
    قال : فيسقى كأسا من سم الأساود والعقارب ، قال : فيميز الجلد على حدة ،

    والشعر على حدة ، والعصب على حدة ، والعروق على حدة .

    وقال أيضا : حدثنا أبي ، حدثنا الحسن بن الربيع ،

    حدثنا أبو الأحوص ، عن الأعمش ، عن مجاهد ،

    عن عبيد بن عمير قال : إن في النار لجبابا فيها حيات أمثال البخت ،

    وعقارب أمثال البغال الدلم ،
    فإذا قذف بهم في النار خرجت إليهم من أوطانها فأخذت بشفاههم وأبشارهم وأشعارهم ،
    فكشطت لحومهم إلى أقدامهم ، فإذا وجدت حر النار رجعت .

    وقال الإمام أحمد : حدثنا الحسن بن موسى ، حدثنا سلام - يعني ابن مسكين -
    عن أبي ظلال ، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -

    عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن عبدا في جهنم لينادي ألف سنة : يا حنان ، يا منان .

    فيقول الله لجبريل : اذهب فآتني بعبدي هذا . فينطلق جبريل فيجد أهل النار منكبين يبكون ،

    فيرجع إلى ربه عز وجل فيخبره ، فيقول الله عز وجل : آتني به فإنه في مكان كذا وكذا .

    فيجيء به فيوقفه على ربه عز وجل ، فيقول له : يا عبدي ،

    كيف وجدت مكانك ومقيلك؟ فيقول : يا رب شر مكان ، شر مقيل .

    فيقول : ردوا عبدي . فيقول : يا رب ، ما كنت أرجو إذ أخرجتني منها أن تردني فيها! فيقول : دعوا عبدي .

    وقوله : ( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما )

    أي : ليسوا بمبذرين في [ ص: 124 ] إنفاقهم فيصرفون فوق الحاجة ،

    ولا بخلاء على أهليهم فيقصرون في حقهم فلا يكفونهم ، بل عدلا خيارا ،

    وخير الأمور أوسطها ، لا هذا ولا هذا ، ( وكان بين ذلك قواما ) ،

    كما قال : ( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ) [ الإسراء : 29 ] .

    وقال الإمام أحمد : حدثنا عصام بن خالد ،

    حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني ، عن ضمرة ،

    عن أبي الدرداء ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من فقه الرجل رفقه في معيشته " . ولم يخرجوه .

    وقال [ الإمام ] أحمد أيضا : حدثنا أبو عبيدة الحداد ،

    حدثنا سكين بن عبد العزيز العبدي ، حدثنا إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص ، عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما عال من اقتصد " . ولم يخرجوه .

    وقال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا أحمد بن يحيى ،

    حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون حدثنا سعيد بن حكيم ،

    عن مسلم بن حبيب ، عن بلال - يعني العبسي -

    عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "

    ما أحسن القصد في الغنى ، وأحسن القصد في الفقر ،

    وأحسن القصد في العبادة " ثم قال : لا نعرفه يروى إلا من حديث حذيفة رضي الله عنه .

    وقال إياس بن معاوية : ما جاوزت به أمر الله فهو سرف .

    وقال غيره : السرف النفقة في معصية الله .

    وقال الحسن البصري : ليس النفقة في سبيل الله سرفا [ والله أعلم ] .
    TUlaneNA
    TUlaneNA
    عضو
    عضو


    أنــــــا\\ : انثى
    مشاركاتيـ\\ : 103
    نقاطيــ\\ : 4397
    سمعتيــ\\ : 51
    تاريخ تسجيــلــيــ\\ : 13/04/2013
    مكانيــ\\ : السعودية
    أوسمتيـ\\ : تفسير آيات (وعباد الرحمن-وكان بين ذلك قواما) 80736611368984533125

    تفسير آيات (وعباد الرحمن-وكان بين ذلك قواما) Empty رد: تفسير آيات (وعباد الرحمن-وكان بين ذلك قواما)

    مُساهمة من طرف TUlaneNA الأربعاء يونيو 26, 2013 12:13 am

    مشكوور على التفسير احب هذي الآيااات مرةة 

    الله لا يحرمنا منك
    كونان ايدوغاوا
    كونان ايدوغاوا
    عضو
    عضو


    أنــــــا\\ : ذكر
    مشاركاتيـ\\ : 56
    نقاطيــ\\ : 4811
    سمعتيــ\\ : 53
    تاريخ تسجيــلــيــ\\ : 27/01/2012

    تفسير آيات (وعباد الرحمن-وكان بين ذلك قواما) Empty رد: تفسير آيات (وعباد الرحمن-وكان بين ذلك قواما)

    مُساهمة من طرف كونان ايدوغاوا الأربعاء يونيو 26, 2013 12:23 am

    مشكوور على التفسير

    اللهم اجعلنا من عباد الرحمن
    lover sera
    lover sera
    عضو
    عضو


    أنــــــا\\ : ذكر
    مشاركاتيـ\\ : 222
    نقاطيــ\\ : 4740
    سمعتيــ\\ : 233
    تاريخ تسجيــلــيــ\\ : 13/04/2013
    مكانيــ\\ : السعودية || مكة
    أوسمتيـ\\ : تفسير آيات (وعباد الرحمن-وكان بين ذلك قواما) W-d85efae78b

    تفسير آيات (وعباد الرحمن-وكان بين ذلك قواما) Empty رد: تفسير آيات (وعباد الرحمن-وكان بين ذلك قواما)

    مُساهمة من طرف lover sera الإثنين يوليو 01, 2013 7:48 am

    يجزاكم الله خيير

    مشكورين على المروور

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت نوفمبر 16, 2024 9:12 pm